Wednesday, May 21, 2008

A Letter I Wrote

Here's a letter I wrote recently. Honestly. (Take that, Ibrahim).

السيد المحترم،

نشكرك على رسالتك القيمة، التي أثرت فيها، حسب ما فهمت، النقاط التالية:

1. إن اليهود لا يهتمون بمعاناة غيرهم.

2. قبل مجيء الصهيونية عاش العرب واليهود سوية لقرون من الزمن وكانت تجمعهم علاقة ودية، بما يختلف عن الأوروبيين الذين كانت علاقتهم باليهود علاقة مشحونة.

3. كان رد فعل النازيين على جرائم ارتكبها بعض اليهود مبالغا فيه جدا، وكان من الخطأ قتل العديد من اليهود لجرائم قلة منهم.

4. يفعل الإسرائيليون نفس الشيء، إذ يقتلون العرب الأبرياء لهويتهم الجماعية وانتمائهم العرقي.

5. على خلفية التاريخ الإيجابي العربي اليهودي المشترك، ألا ينطوي سلوك اليهود على نكران فظ للجميل؟!

أقول بكل صراحة أنني اختلف معك في النقاط المذكورة جميعا.

1. إن لليهود تاريخا حافلا بمساعدة الآخر، إذا كان أكثر ضعفا منهم. وعلى سبيل المثال، قد يهمك زيارة موقع Joint Distribution Committee حيث ستلاحظ أن البندين الأولين يتناولان المساعدات المقدمة لكل من ميانمار والصين اللتين تعرضتا لكارثتين طبيعيتين مؤخرا، علما بأن الأمر ليس استثناء بالنسبة لنا، انما هو القاعدة.

2. إن التعايش اليهودي العربي كان فعلا أفضل من التعايش بين اليهود والمسيحيين الأوروبيين، ولكنه من الخطأ القول أن اليهود والمسلمين ربطتهم علاقات من الصداقة من منطلق كون اليهود شركاء للمسلمين، لأن اليهود باعتبارهم من "أهل الذمة" كان وضعهم يعتبر أدنى بحكم الشرع. وإذا كانت تجليات ذلك قد اختلفت من مكان إلى آخر ومن حقبة لأخرى، إلا أن واقعا من المساواة التامة لم يكن له وجود قط في يوم من الأيام.

3. لم تكن جرائم النازية تمت بصلة لأي جرائم يهودية حقيقية أيا كان نوعها، مع أن النازيين كانوا يختلقون بين الحين والآخر قصصا تدور حول فظائع مزعومة اتهموا اليهود باقترافها، تأجيجا لكراهية الألمان لليهود. وباختصار شديد، اضطهد النازيون اليهود لأن مجرد وجود اليهود كانت تعتبره عقيدتهم النازية مضرا بالإنسانية وتهديدا لبقاء ألمانيا. لقد تم قتل اليهود قتلا عمدا لأن النازيين أرادوهم قتلى، بغض النظر عن أي شيء فعلوه أو كان بإمكانهم فعله.

4. يوجد الإسرائيليون لسوء الحظ في حالة حرب مع جزء كبير من العالم العربي، ولسوء الحظ أيضا، فإن القوات الإسرائيلية لا يحالفها النجاح دائما في مسعاها لقصر الحرب على المقاتلين، وحين يحدث مثل ذلك تحاول عادة استلهام الدروس من أخطائها كي تتجنب تكرارها في المراحل التالية من الحرب. لم تكن ثمة يوما سياسة إسرائيلية من القتل العمد للمدنيين العرب. أبدا.

5. أن موقف إسرائيل لا ينطوي على نكران الجميل، فحتى لو كان التاريخ كما وصفته، مع العلم بأنه لم يكن كذلك، فإن اليهود لا يدينون بالعرفان لأجيال عربية سابقة، على شهامة أبدتها في معاملة الأجيال اليهودية السابقة بشكل أفضل من الأوروبيين، فقد يجوز القول إن العرب كانوا أقل هدما في معاملتهم لليهود مقارنة بالأوروبيين، ولكن سلوكهم نحوهم لم يكن بناء بحال من الاحوال.

فكرة أخيرة نعرضها عليك: إن كل ما تريده إسرائيل فعلا، وكل ما أراده الصهيونيون يوما، هو أن يعيشوا حياتهم بسلام إلى جانب جيرانهم العرب. إن اليهود، بخلاف النازيين، لا نية لديهم ولا مخططات عندهم للتخلص من العرب. صحيح أنهم يصرون على أن يكون لهم وطن خاص بهم، كما يريد اللبنانيون والسوريون والمصريون والفلسطينيون. يقضي الموقف الإسرائيلي الرسمي الذي تكرسه انتخابات ديمقراطية، بأن يكون الوطن المشترك متقاسما مع الفلسطينيين، ليكون لكل طرف أكثر من لا شيء وأقل مما يطمح به. أما النازيون فلا يمكن بشكل من الأشكال أن يكون مثل هذا القول قد انطبق عليهم.

No comments: